السبت، 3 يوليو 2010

للتاريخ: قائد جهاز الأمن الوقائي العقيد محمد دحلان: أبناء حماس في الداخل وطنيون لكنهم مضللون

حاوره: محمد كريزم
كتبهاالإعــلامــي: مـحــمــــد تـوفـيـق كــريــزم ، في 20 أيار 1996 الساعة: 17:35 م







في لقاء مع مجلة الرأي تحدث العقيد محمد دحلان قائد جهاز الأمن الوقائي بمحافظات غزة، عن الإجراءات الأمنية التي اتخذت للمحافظة على إنجازات الشعب الفلسطيني، حيث كشف دحلان النقاب عن دور حماس في اغتيال أفراد من الشرطة الفلسطينية وعن إحباط محاولات عديدة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد السلطة الوطنية، وقال أن الوثائق والمخططات التي ضبطت تشكل خطورة كبيرة على الشعب الفلسطيني وفيما يلي نص الحوار:






* كيف تقيم الإجراءات الأمنية التي إتخذت لوقف التجاوزات من بعض المتطرفين؟


- الإجراءات الأمنية التي إتخذت في الفترة الأخيرة هي إجراءات لحماية السلطة وحماية الشعب الفلسطيني والمحافظة على إنجازاته التي تحققت حتى الآن، كما أننا معنيون أيضاً بحماية حماس من بعض عناصرها المنحرفة والمتطرفة، وهذا مثبت من خلال التحقيقات التي تمت معهم، وإعترافهم بالقيام بإغتيالات لأفراد من حماس نفسها، فقد قاموا بإغتيال شخص من مخيم الشاطئ في أخر يوم من رمضان الماضي يدعى سعيد أبو السبح وكان المسلسل سيستمر لولا أنه تم إلقاء القبض على مجموعة أفراد يشكلون الجهاز السري والذين هم في معظمهم من قيادات يملؤها الحقد جاءت من الخارج، وهي لا تعرف حقيقة ظروف الشعب الفلسطيني، لذلك إضطررنا بعد توفر معلومات دقيقة حول هذه التشكيلات العسكرية، لاتخاذ خطوة حاسمة ضدهم، نتج عنها ضبط 14 مخزن سلاح وإحباط محاولات عديدة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد السلطة، ولدينا خرائط كاملة تم ضبطها بطرفهم تشمل نسف السرايا وتجهيز عملية ضد المنتدى – مقر الرئاسة وكذلك عمليات ضد أفراد الشرطة والسلطة، ومحاولة إغتيال العميد موسى عرفات رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية.






* هل هناك تنسيق بين الجهاز السري وكتائب القسام في حماس؟


- رسمياً لم يكن هناك تنسيق فالجهاز السري جهاز مستقل ولكن بعض المطاردين لديهم معرفة بتشكيل هيكليات هذا الجهاز.






* هل يخضع الجهاز السري وكتائب القسام لقرارات القيادة السياسية داخل حركة حماس؟


- هذا غير دقيق تماماً، يوجد بعض القيادات السياسية لها علاقة بكتائب القسام ولها علاقة بتشكيلات الجهاز السري، وهناك بعض القيادات السياسية في حماس مهمشة، ليس لها دور، ونحن نستطيع أن نميز تماماً بين من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة في العمل العسكري، وبمجمل إجراءاتنا الأمنية استطعنا أن نكشف حقيقة تركيبة حركة حماس بتفصيلاتها، ونستطيع أن نميز بين من هو خطير ومن يريد أن يمارس حقه الديمقراطي والسياسي في مزاولة عمله اليومي، لسنا ضد حماس كتنظيم سياسي، ولكننا ضد حماس كتنظيم عسكري يسعى لتدمير السلطة الفلسطينية وإنجازاتها ومستقبلها السياسي.






* من الواضح إنكم اتخذتم إجراءات وقائية مسبقة للحيلولة دون تنفيذ عمليات تضر بالسلطة الوطنية، ما توضيحكم لذلك؟


- هنا لابد أن يعرف الجميع سواء الجهاد الإسلامي أو حماس أننا إتخذنا قراراً إستراتيجياً بأنه لا سلطة إلا السلطة الفلسطينية، ولا سلاح إلا سلاح الشرطة الفلسطينية، وبناءاً على ذلك تم أخذ قرار سياسي من الأخ الرئيس أبو عمار ومجلس الوزراء بمنع كل التشكيلات العسكرية سواء لفتح أو الجهاد أو حماس أو أي تنظيم أخر يعمل على الساحة الفلسطينية ونحن نتخذ إجراءاتنا الأمنية بناءاً على هذا القرار السياسي، ولذلك سنمنع كل جهة أو فرد أو تشكيل عسكري أو شبه عسكري من إقتناء السلاح دون ترخيص، لذا فإن التنظيمات العسكرية في حماس أو الجهاد التي أصبحت تشكل خطراً على السلطة الوطنية والشعب الفلسطيني يجب ملاحقتها ومطاردتها وفقاً للقانون الفلسطيني، لقد قامت تشكيلات حماس السرية بإغتيال خمسة أفراد من الشرطة الفلسطينية، وكل الشعب الفلسطيني أصبح يعرف أن حماس هي التي أقدمت على اغتيالهم، وهذا ثابت لدينا من خلال التحقيق بعد ما ألقي القبض على هؤلاء العناصر، لقد تم القبض على عشرة عناصر من مجموع 14 عنصراً خططت لعمليات إغتيال لأفراد الشرطة الفلسطينية بدون أي حجة أو مبرر أو ذنب اقترفوه، المهم لديهم هو القتل للاستيلاء على أسلحتهم لممارسة أعمالهم التخريبية، وإلا فما ذنب أكرم أحمد وهو حرس أحد الشخصيات الفلسطينية أن تطلق عليه النار لمجرد أنه رفض تسليم سلاحه لهم؟


لغة العربدة والغاب في مناطق السلطة الفلسطينية لغة مرفوضة وسنقاومها بعنف، وسنضع حداً لها مهما كلف الثمن.






* يقال أن هناك تجاوزات حصلت من بعض الجهات الأمنية وبخاصة في عمليات تفتيش البيوت؟


- أقر أن هناك بعض الأخطاء قد حصلت في عمليات التفتيش والأسباب كثيرة منها، حجم المعلومات التي وصلتنا لأن الضابط الذي يذهب للتفتيش يعرف ماذا يوجد بطرف حماس أو بطرف العنصر المستهدف بالتفتيش، كما أنه أثناء القيام بحملات تفتيش على البيوت تم إلقاء قنابل على رجال الأمن، حيث قام المدعو أحمد الغندور بمنطقة الشجاعية بإلقاء قنبلة فأصيب ضابط برتبة رائد من قوة البحرية، وأثناء عملية اعتقاله في مخيم جباليا ألقى بسبع قنابل أخرى قبل أن يتم إلقاء القبض عليه مما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين، ولأن حجم الكارثة التي كانت تخطط لها حماس والجهاد هو ضخم لذلك يجب أن يلتمس لنا الجمهور الأعذار.






* ماذا بشأن الأفراد الذين لم تثبت إدانتهم ومازالوا موجودين في السجون؟


- يمكن القول أننا بشكل يومي نفرج عن أشخاص ليس لهم علاقة بأعمال عسكرية، وقد أفرجنا عن ثلاثة عشر شخصاً دفعة واحدة، ولن نبقي في السجن أي فلسطيني من حماس أو الجهاد أو من أي فصيل أخر ليس له علاقة بالعمل العسكري أو بالسلاح.






* هل ثبت لديكم أن لحماس ارتباطات مع جهات أجنبية؟


- أنا أذكر في سنة 1982، أن حماس كانت تتعامل مع إيران على أنها قوى شيعية ولا يجوز التحالف معها، ومازلت أذكر حين تحالفنا مع الجهاد الإسلامي في سنة 1983 في انتخابات الجامعة الإسلامية، أصدر المجمع الإسلامي بياناً يقول فيه ( التحالف الشيعي – الشيوعي إلى أين؟


ولكن نفاجأ بعد سنوات قليلة جداً أن حماس قد ربطت مصيرها بمستقبل إيران ولدينا دلائل ووثائق ومحاضر الاجتماعات لجلسات قيادة حماس في إيران مع الإستخبارات الإيرانية ومع بعض القيادات السياسية، ولدينا وثائق تدل على الدعم الإيراني لقيادة حماس.






* هل يسمح بزيارة المعتقلين من قبل ذويهم؟


- نعم نسمح بالزيارة، ولكن حسب ما تقتضيه الظروف الأمنية حيث ثبت لنا أنه من خلال الزيارات يبعثون رسائل شفهية إلى الخارج.






* البعض يوجه نقداً للأجهزة الأمنية الفلسطينية بتساهلها من ناحية القبض على العملاء والخونة وتقديمهم للمحاكمة؟


- أتحدى كل من يقول ذلك أن يعطيني أي عميل عنده وإذا استمر في بيته دقيقة واحدة، أتحمل مسؤوليته، هذا هراء نسمعه في الهواء، نسمعه من حماس ومن غيرها، قلنا لهم،هاتوا أدلتكم والأسماء التي لديكم، لكن لم يصلنا شيء، نحن الآن سلطة ولسنا مطاردين في الانتفاضة، سلطة تعتمد على الدليل القاطع، تعتمد على القانون، على أسس علمية صحيحة ومعلومات، نعرف كيف نواجه العملاء ونعرف كيف نواجه إسرائيل، لأن الموضوع خطير بالنسبة لنا، لأنه يهدد مستقبل السلطة الفلسطينية، ولا يوجد أي بند في الإتفاق يمنعنا من ملاحقة العملاء، وحتى لو وجد بند في هذا الموضوع سنتجاوزه، أنا لا أريد أن أذكر لك كم يوجد لدينا من العملاء تحت قبضتنا، فنحن نحاول إصلاحهم وليس تدميرهم، لأن مهمتنا بناء مجتمع وطني فلسطيني.






* كيف تنظر إلى وحدة الصف الفلسطيني مستقبلاً؟


- أنا مع وحدة الشعب الفلسطيني الذي له سلطة وطنية منتخبة، توجد فصائل فلسطينية عليها أن تراعي مصلحة الشعب الفلسطيني بعقلانية وليس على سبيل المزايدات، كفانا مزايدات خلال ربع قرن، الآن يجب على الفصائل الفلسطينية أن تنظر إلى العامل الذي لم يجد طعاماً لأولاده وتنظر إلى المريض الذي لم يجد علاجاً، وتنظر إلى مستقبلنا السياسي بوعي وحكمة وشمولية.






* ما هي العبر والنتائج التي استخلصتموها من الحملة الأمنية الأخيرة؟


- المطلوب من أفراد الشرطة الفلسطينية المزيد من اليقظة والوعي لحجم المؤامرة، فهناك خطر يتهدد مستقبل السلطة السياسي والاجتماعي، فالجهاز السري لحماس لا يميز بين مواطن صالح وغير صالح، فالكل مستهدف، لأن السلطة مستهدفة، لذلك أمل من كل أفراد الشرطة التحلي بوعي كامل، وأن يدركوا حجم المؤامرة، ويتفاعلوا معها، والكل يؤدي واجبه في موقعه حتى نستطيع أن نكمل دائرة الفعل الوطني لبناء مستقبل الدولة الفلسطينية.


لقد تعاملنا مع حماس بانفتاح وطني شامل نحن نرى الصورة كاملة، هم لا يرونها أبناء حماس في الداخل وطنيون ولكنهم مضللون، أريد أن أفهم من قيادة حماس التي تعطي التعليمات من الأردن بالقيام بعمليات عسكرية ضد أبناء السلطة الوطنية والإسرائيليين، هم يدركون تماماً أننا عقدنا اتفاقا مع إسرائيل، ويريدون أن ينفذوا عمليات عسكرية داخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، هل هنا حلال والعمليات ضد إسرائيل في الأردن حرام؟


هل الإسلام يحرم قتلهم في الأردن ويحلل قتلهم هنا، ولكن أقول بأن الهدف سياسي، وأؤكد على ضرورة الوعي بحجم المؤامرة ضد شعبنا ومصالحه الوطنية.










**********


نشر الحوار في مجلة الرأي العدد الأول


مايو - 1996

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق