السبت، 3 يوليو 2010

للتاريخ: نص مقابلة محمد دحلان في فضائية العربية

اسم البرنامج: بالعربي، مقدم البرنامج: جيزال خوري، تاريخ الحلقة: الخميس 1-2-2007











ضيف الحلقة: محمد دحلان


جيزال خوري: مساء الخير إذا اعتقدوا أن القتلة لن يحاسبوا يكونوا مخطئين، سنردّ الصاع صاعين. المتحدث: محمد دحلان، المكان: ملعب اليرموك، الزمان: 7/1/2007، المدينة: غزة، البلد: فلسطين، الجمهور: أنصار فتح، العدد: ربع مليون، الهدف: نحن هنا. وفي مشهد عبثي حيث الهتافات وصلت إلى أبعد حدود وعبّرت عن احتقان داخلي مثير للدهشة في بلد غير مذهبي، خرجت القضية الفلسطينية في تعقيداتها الداخلية إلى العلن وإلى موازين الرعب، فهدمت آخر مقدّسات ياسر عرفات: لا تقاتل بين الفلسطينيين. حماس تتهم الرئيس محمود عباس ومحمد دحلان بتنفيذ خطة أميركية لإضعاف حكومتها، ودحلان يعتبر قادة حماس طارئين على القضية، ومسؤولين عما يحصل للشعب الفلسطيني منذ أكثر من سنة. ما هو الأفق لشعب يعيش بدونه منذ أكثر من 50 عاماً؟ أين المقاومة ضد المحتل الإسرائيلي؟ وأين حلم الدولة؟ محمد دحلان النجم الأبرز في فلسطين، الأكثر جدلاً، الأكثر تهديداً، الأكثر مطلوباً، ضيف برنامج بالعربي الليلة، مسا الخير. محمد دحلان سنبدأ بتقرير من إعداد هاني حطب.














صراعات الجيل الثاني من حماس وفتح






هاني حطب: حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي بقيت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الوكيل شبه الحصري للعمل الوطني الفلسطيني السياسي والفدائي، على هذه الخلفية استمرت المسيرة الفتحاوية مظفرة دون أن تعتاد على وجود منافس قوي لها على الساحة الفلسطينية. عام 1987 وفي أشد أيام الانتفاضة الأولى حماوة أسس الشيخ أحمد ياسين وبضعة من صحبه حركة المقاومة الإسلامية حماس التي أخذت على عاتقها مقاومة إسرائيل بالقوة، وكانت ميزتها وجود قادتها في الداخل الفلسطيني، بعد توقيع اتفاقيات أوسلو في العام 1993 عاد أبو عمار ومعه معظم قادة فتح الكبار إلى الداخل الفلسطيني، فبدا واضحاً أن الانسجام عن بعد، لا بد وأن يصطدم يوماً بحائط التنافس على السلطة، وأن القادة التاريخيين المتعالين على صراعات الزواريب لا بد وأن يخلوا مكانهم يوماً لصراعات الجيل الثاني من الحركتين: إسماعيل هنية، سعيد صيام، ومحمود الزهار، من حماس، في مقابل: محمد دحلان، وصائب عريقات، وجبريل رجوب، من فتح. وبينما يتشدد قادة حماس في الخارج كخالد مشعل في مواقفهم، يقف بعض الحرس الفتحاوي القديم في الخارج كفاروق القدومي على الحياد، في موقف هو أقرب إلى حماس منه إلى فتح، اليوم تدخل الساحة الفلسطينية في المحظور، وبعد الصدامات المسلحة والكيد السياسي بين الطرفين أصبح الخطر على الفلسطيني يأتي من حماس ومن فتح بدل أن يأتي من إسرائيل. فهل يستمر مسلسل العبث الأمني والسياسي؟ أم يتعالى القادة الجدد إلى مستوى تحديات المرحلة؟جيزال خوري: محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أريد أن أعرف ما هو الوضع الأمني الآن في غزة خاصة بعد الأخبار التي تقول أن الاشتباكات عادت؟محمد دحلان: يعني أولاً أريد أن أقدّم كل التعازي لكل أبناء الشعب الفلسطيني للحالة الفلسطينية التي وصلنا إليها خلال العام الماضي، والتي تجذّرت وازدادت سوءاً في الأيام القليلة الماضية. ولكن تم بحمد الله قبل ثلاثة أيام الاتفاق على وقف للاتهامات المتبادلة بالرعاية المصرية، والتزمت حركة فتح بذلك، ولكن اليوم أثناء انعقاد اللجنة المشتركة برعاية الطرف المصري، فوجئنا أن قوة من حركة حماس تهاجم كرفانات أو معدّات للشرطة الفلسطينية كانت تحرسها حراسات الرئيس أبو مازن، وتم قصفها ببي سفنات، وهذا شيء مذهل ومزعج وليس له مبرر، معتقدين أن هذه أسلحة أو قنابل نووية، حمداً لله أنه كان هناك شهوداً هو الطرف المصري على هذا الحدث، مما فجر الأحداث من جديد وراح ضحيته طفل قتلته أحد قذائف حركة حماس التي كانت تطلق على هذه الكرفانات الخاوية والفارغة والتي تستخدم للشرطة الفلسطينية، على العموم على الرغم من كل ذلك ومن كل هذه المأساة التي نعيشها نحن لا زلنا مليئين بالأمل والتفاؤل في أن تعقل قيادة حماس وأن تدرك أن استخدام العنف وفرض منطق القوة والهيمنة لن يجدي نفعاً ولن يعطي حماس مدى ولن يعطيها قوة ولن يعطيها شعبية، بل بالعكس هذا يزيد من احتقان الشارع ضد حركة حماس، والكثير من التصعيد الذي جرى في الساعات الماضية، لم يكن له مبرر والحمد لله أن الحقيقة قد كُشفت أمام الشعب الفلسطيني، وكُشفت أمام الوسطاء وكُشفت أمام قيادة حركة حماس.














قصة الشاحنات التي استولت عليها حماس






جيزال خوري: يعني نحنا بعد بكير نقول نحنا كإعلاميين أن الحقيقة كُشفت لأن الحادثة صارت يعني من فترة قصيرة جداً. شو كان فيه بهالشاحنات؟ أكيد ما كانوا فارغين. يعني مش ممكن يكونوا الكرفانات عم يمشوا على الطريق فارغين تماماً، شو كان فيهن بالذات؟ فيه ناس بقولوا إنه فيهن موتور كهرباء، أنا بدّي أعرف منك شو كان فيهن؟محمد دحلان: يعني أنا أولاً حتى لو كانت في هذه الكرفانات أسلحة، هذا من حق السلطة. نحن لا نذهب إلى مخازن وبيوت حركة حماس لنفتّش عن أسلحتها، ولكن أنا أدعو الجميع وأدعو الإعلاميين أولاً أن يسألوا الجانب المصري الذي كان مجتمعاً أثناء حدوث هذا الحادث المأساوي الذي كما قلت راح ضحيته عدد من الأطفال الأبرياء نتيجة قصف حركة حماس لهذه الحاويات. على العموم نحن حين تحرر حركة حماس هذه الحاويات، نحن جاهزون لعرضها على الإعلام، وعرضها للشارع الفلسطيني، وأعتقد أن أبناء مخيّم البريد شاهدوا هذه الحاويات وهي فارغة، على الرغم أن هذا ليس حق لا لحماس ولا لغير حماس في أن تفتش في ممتلكات الشرطة الفلسطينية أو الممتلكات الخاصة بحرس الرئاسة. أنا أؤكد أن هذه الحاويات هي حاويات تعتبر مكاتب لضباط في الشرطة الفلسطينية، مساحتها 3 متر في 6 متر، لا أكثر ولا أقل، وأعتقد أن جنون بعض القيادات المدينة في حركة حماس جرّت قيادة حماس إلى هذه المآسي المتتالية، ولكن هذا الحادث ربما يشكل نقطة للصدق مع الذات من قبل قيادة حماس، بدل التضليل الذي عاشت عليه على مدى الأشهر الماضية.جيزال خوري: نعم. محمد دحلان قلت أنه راح ضحية هذه الاشتباكات طفل، هل معروف من هو هذا الطفل؟ وأين كان هذا الطفل؟محمد دحلان: أثناء إطلاق قذيفة آر بي جي من قبل بعض عناصر حركة حماس، كان هذا الطفل متواجداً بالمكان، وأصيبت هذه الكرفان أو هذه القنبلة النووية التي كانت تعتقد أن حماس فيها يعني ما يدعو للشك، أو ما يدعو للقلق، أثناء تواجد هذا الطفل أصيب إصابة خطيرة، ونأمل أن لا يكون قد أصيب أحد غيره على الرغم من تلقّينا لمعلومات أخرى أن حركة حماس قد هاجمت موقعاً آخر للاستخبارات العسكرية في منطقة شمال قطاع غزة أثناء تواجد أفراد الأمن في موقعهم، حاصرتهم قوى من حركة حماس وقصفتهم بالبي سفنات. ورغم ذلك ورغم هذا المشهد المأساوي نحن مرة أخرى كحركة فتح لا زلنا ملتزمين بالتهدئة فيما بيننا، لأنها هي الطريق الوحيد للخلاص من هذه الأزمة التي نعيشها، ولكن قبل أن نخلص من هذه الأزمة نأمل وكلنا رجاء أن تتخلص حركة حماس من أزماتها وعقدها وأوهامها القائمة على فكرة السيطرة والهيمنة والاستحواذ والإقصاء والقتل واستخدام العنف لفرض المنطق الحمساوي على أبناء الشعب الفلسطيني، نأمل أن تكون حركة حماس قد أخذت العبرة من حادثة قتل وإعدام الشهيد محمد غريّب والشهيد هليّل في منطقة جباليا، والتي دمّرت فيها حركة حماس بيته على رأسه ورأس أبنائه، وهذه كانت فضيحة جلية لحركة حماس لا يمكن لهم أن يأوّلوا فيها أو أن يزيّفوا الحقائق والصورة. هذه الصورة المأساوية لا يوقفها إلا حركة حماس، ولا يوقفها إلا ضمير حي - إن بقي - لدى قيادة حركة حماس سواء في الشام أو في غزة هنا.جيزال خوري: نعم. بس قبل ما نحكي يعني قيادة حماس في الشام أو في غزة. بس يعني أنت تقريباً من عشرين يوم قلت أنه: سنردّ الصاع صاعين. هلأ عم تقول إنه هي حماس اللي رح توقّف مع أن خطابك بمهرجان اليرموك في 7/1/2007 كأنه عم بتقول فيه توازن رعب. إذا أنتو بدكن تبلّشوا تقتلوا أو أنتو يعني رح تعملوا اشتباكات نحنا رح نرد، فشو غيّر يعني موقعك اليوم؟محمد دحلان: لم يتغير موقعي، بالعكس نحن عاهدنا أبناء فتح في الانطلاقة وفي احتفالها الكبير الذي كان صدمة لحركة حماس، وأستغرب أنه كان صدمة، يفترض أنهم يفرحوا لهذا الحشد الفتحاوي الذي جاء ليحتفل بانطلاقة الثورة التي انطلقت قبلهم بثلاثين عاماً على الأقل. ولكن كانت صدمة لأنهم اعتقدوا أن حركة فتح قد ماتت، وانطوت صفحتها وكأن هذا يعني مدعاة للفرح لدى تنظيم فلسطيني، بالعكس أنا موقفي أنا أتمنى أن تكون حركة فتح قوية متماسكة كما حركة حماس، وهذا يعني إذا كانت الحركتان قويتان، يعني إمكانية الوصول إلى نظام سياسي فلسطيني مستقر، أو أكثر استقراراً وأكثر استقلالاً وأكثر فائدة للشعب الفلسطيني. وإذا اختل هذا التوازن بالمنطق الديني الذي يحكم حركة حماس، أقصد المنطق الديني القائم على الخطأ، والقائم على التعبئة الحاقدة والعمياء والتي لا تمت إلى الدين السمح بصلة، أعتقد أن هذا التوازن يمكن أن يخرج منه اتفاقاً وتوافقاً يترجم لصالح الشعب الفلسطيني، ويترجم لصالح القضية الفلسطينية. نعم نحن قلنا في هذا المهرجان أننا سنحمي أبناءنا وهذا شرف عظيم لنا أن نحمي أبناءنا، وإذا لم نقدم الحماية لأبناء..جيزال خوري: إذا هلأ حماس ضربوا ببي سفن إنت شو رح تعمل؟محمد دحلان: عفواً، عفواً جيزال وإذا.. وإذا، وإذا لم نقدم هذه الحماية لكادر فتح نكون قد قصّرنا في أداء واجبنا الفتحاوي. مثلما قلت أننا نردّ الصاع صاعين، نعم أنا قلت أن هذا التجمّع ليس للثأر وليس للانتقام وليس لممارسة العنف على أحد، ولكن أيضاً هذا التجمع من أجل التوحيد والتوحد للرد على اعتداءات حركة حماس على بيوتنا وعلى أبنائنا وعلى أطفالنا. وبالتالي إذا اعتقدت حركة حماس أن تهاجم بيوت وتقتل أبناءنا وتقتل أطفالنا سنقول لهم شكراً!! يكونوا مخطئين. هذا فهم خاطئ، وهذا فهم بالمناسبة هذا هو الفهم وصلب الفلسفة العسكرية الإسرائيلية، تقتل الفلسطينيين ولا يحق لهم أن يشكوا أو أن يدافعوا عن أنفسهم. حركة حماس تأخذ نفس الموقف، وتأخذ نفس الفلسفة التي قامت عليها الفلسفة العسكرية الإسرائيلية، تريد أن تطبّقها على الشعب الفلسطيني. ولكن احتفال الانطلاقة كان رداً سلمياً بارزاً أن حركة حماس لا يحق لك الاستفراد بالشعب الفلسطيني، لا تستطيعين أن تملي أجندتك الشخصية والحزبية على.. لا على حركة فتح، ولا على الشعب الفلسطيني، هذا الاحتفال جاء ليقول أن قطاع غزة والضفة الغربية هي لأبناء الشعب الفلسطيني وليست حكراً لحزب أو تنظيم جرّ الشعب الفلسطيني إلى ويلات اقتصادية وويلات أمنية وأيضاً اعتداءات لم يشهدها الشارع الفلسطيني، لم يسجل في التاريخ الفلسطيني أن اعتدى تنظيم ذبحاً وقتلاً على بيوت الآخرين إلا في عهد حركة حماس.جيزال خوري: وقت كنت أنت مسؤول بغزة محمد دحلان، أنت اعتقلت قادة من حماس، ويقال أنك نكّلت فيهم، فشو ردك على ما يقال؟ أنه هلأ هنّن إجوا على الحكم، فإذا اعتقلوا بعض الناس عندكن وبعدين صار فيه اشتباكات بيناتكن مش شيء كتير جديد على واقع غزة؟محمد دحلان: لأ، لا لا لا بالعكس تماماً، نعم نحن اعتقلنا بناء على قرار سياسي من الرئيس أبو عمار رحمه الله، حين كانت تستخدم حركة حماس العنف في تمرير أفكارها عنوة على الشعب الفلسطيني وعلى الحكومة الفلسطينية وعلى الرئيس أبو عمار رحمه الله، الذي كانت منتخباً على أساس برنامج سياسي. ولكن هذا الملف لا أريد أن أفتحه، نعم هناك فرق بين أن تعتقلي أو أن تقتلي، ما يمارس اليوم هو قتل وإبادة جماعية لأطفال وشيوخ ونساء وتدمّر منازل، هذا نهج جديد على الشعب الفلسطيني، تعوّدنا أن نرى الجرافات الإسرائيلية وطائرات الـ "ف 16" تقصف وتدمر المنازل، ولكن لم نتعوّد على أن فصيلاً أو حكومة تدمر على رؤوس أبنائها بيوتهم، وبالتالي هناك فرق هائل بين أن يمارس الحق الديمقراطي حسب القانون باعتقال أو بقتل، لا يوجد ما يبرر القتل تحت أي ظرف من الظروف. ما مورس خلال الأشهر الماضية من حركة حماس هو قتل مخطط له ومتعمّد ولا يقبل التأويل أو التفسير، سوى أنت الفتحاوي لا يحق لك أن تعيش، وبالتالي منطق حماس هو الذي يجب أن يسود، وإذا لم يعجبك ذلك فلا مكان لك إلا أن تُقتل على أيدي ما يسمى بالقوة التنفيذية.جيزال خوري: نعم. محمد دحلان نحنا رح نتوقف لحظات، بدّي أطلب منك يعني عطيتك منبر في الفقرة الأولى، بدّي أطلب منك بالفقرة الثانية أن تترك مجال لأن نسأل أسئلة من منطق حماس، لأنها حماس هي حكومة منتخبة أيضاً من الشعب الفلسطيني.[فاصل إعلاني]














رد التصريحات الأمريكية بدعم فتح مقابل حماس






جيزال خوري: نعود إلى برنامج بالعربي، وضيفنا هو محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني. محمد دحلان، شو رأيك باللي.. التقرير اللي نشرته كونفلكت فوروم بتقول أنه فيه خطّة وضعها أيليوت آبرامز واللي تقضي بتسليح وتدريب مقاتلي فتح بوجه مقاتلي حماس من أجل التخلص من حكومة حماس وإعادة السلطة إلى محمود عباس؟ فيه كمان تحليل ثاني يقول أن الولايات المتحدة ستحارب إيران في فلسطين وفي لبنان، في فلسطين طبعاً عندما تحارب حماس القريبة جداً من إيران، فيعني أنت شبّهت الوضع وكأنه أنتم الملائكة وهم الشياطين، هنّن خايفين من خطة أميركية بأن تنقلبوا على النظام، وسمّوكن على كل حال القوات الانقلابية؟محمد دحلان: يعني أولاً نحن لا يأتي من الولايات المتحدة في هذا الموضوع إلا ما يضرّ الرئيس محمود عباس، وما يزيد من أعبائه، وليس ما يخفف من وطأة الأعباء التي يحملها. الولايات المتحدة الأميركية لم تقدم شيئاً منذ أن جاءت حركة حماس إلى السلطة، لم تقدم شيئاً للرئيس محمود عباس سوى تسريبات إعلامية وادعاءات هي تدرك سلفاً أن هذه الادعاءات مضرّة للرئيس محمود عباس. ولو أرادت الولايات المتحدة الأميركية أن تشارك في مثل هذا النوع من المساعدة، أعتقد أن الولايات المتحدة ليست غبية، ولديها من الإمكانيات أن توصل هذه الإمكانيات للرئيس محمود عباس سراً. لا أن تعلنها ليل نهار. كل ما قُدّم بعد أن سحبت الولايات المتحدة الأميركية مبلغ خمسين مليون دولار من خزينة السلطة الفلسطينية حين نجحت حركة حماس واستعادتها عنوة من البنوك كانت قد تبرعت لبنية تحتية في فلسطين سحبتها، الآن تبرّعت بمبلغ 50 مليون دولار لتجهيز قوى الأمن الفلسطينية من ملابس ومأوى ومقرات..جيزال خوري: 86 مليون دولار..محمد دحلان: عفواً.. دعيني أكمل سأوضح ذلك، 50 مليون دولار لقوى الأمن من ملبس ومأوى ومكاتب وإدارات ومقرات كانت قد دمرتها إسرائيل عن بكرة أبيها وبقية المبلغ هو للمعابر في رفح وفي كارني والمعابر الأخرى، وبالتالي هذا المبلغ ليس مبلغاً استثنائياً، مبلغ ملزمة فيه الولايات المتحدة الأميركية حسب الاتفاقيات، ولكن هذا الضجيج الذي تثيره الولايات المتحدة الأميركية عن قصد لإثارة مثل هذه التأويلات، أعتقد الهدف ليس خفياً على أحد ولا يوجد أسرار في هذا العالم، ونحن قلنا أكثر من مرة ما يأخذه الرئيس أبو مازن يأخذه علناً وليس سراً، وكل يوم نسمع أن إسرائيل تريد أن تساعد الرئيس محمود عباس، وتدرك إسرائيل أن مثل هذه التصريحات تضرّ بالرئيس محمود عباس، وتقوّي حركة حماس، والهدف سواء في الإدارة الأميركية أو إسرائيل، الهدف واضح هو الإضرار المعنوي والسياسي والشعبي بالرئيس محمود عباس، وتقديم المساعدة غير المباشرة لحركة حماس. لأن من يعتقد أن إسرائيل متضررة من وجود حركة حماس في الحكم يكون مخطئاً، لأن إسرائيل فلسفتها قائمة على فكرة اللاشريك، كان الرئيس أبو عمار رحمه الله ليس شريكاً تحت تهمة الإرهاب، ثم جاء الأخ أبو مازن أيضاً ليس شريكاً تحت تهمة الضعف، وحركة حماس ليس شريكاً تحت تهمة بين قوسين، وأنا أختلف معهم في ذلك حول ما يسمى بمفهوم "الإرهاب". وبالتالي إسرائيل فلسفتها قائمة على اللاشريك..جيزال خوري: هيدا إسرائيل، عم تتهم الإدارة الأميركية.. عم تتهم الإدارة الأميركية إنّو بدها تضعّف الرئيس محمود عباس وبدها تقوّي حركة حماس؟ هيدا اللي فهمته من كلامك؟محمد دحلان: أنا أعتقد من يطلق مثل هذه التصريحات ليل نهار، 86 مليون دولار أنا استمعت لتصريحات مشابهة منذ عام، 86 مليون دولار، 86 مليون دولار، والشعب الفلسطيني بيحسب حسب 1000 مرة تقريباً وهو هو نفس المبلغ، المبلغ هذا جزء منه للمعابر والجزء الآخر لموضوعات إدارية وثانوية يمكن لرجل أعمال فلسطيني أن يقدّمها للسلطة الفلسطينية، ولكن تضخّمها الإدارة الأميركية والهدف الإساءة للرئيس محمود عباس، ومن يصدر مثل هذه التصريحات يدرك أنه يقدم مساعدة لحركة حماس، الشعب الفلسطيني إذا قالت إسرائيل ..جيزال خوري: طيب معلش خليني أسألك ما زال أنت مقتنع، إذا مقتنع بهالشغلة، بهالسياسة الأميركية، ليش أنتو هالقدّ يعني أصحاب أنتو والأميركيين بحركة فتح؟ يعني خاصة حضرتك والرئيس أبو مازن، يعني رايحين جايين عند الأميركان، رحتو شفتو رايس من أسبوع بالقاهرة، وقت بتجي رايس بتشوف الرئيس أبو مازن، وبتشوفك وبتشوف.. ما بتشوف الحكومة، حكومة حماس، فإذا أنتو مقتنعين أن الإدارة الأميركية وإسرائيل بدها تقوّي حركة حماس ليش أنتو بعدكن على اتصال معهن للأميركيين؟














الرد على مقولة تعاون فتح مع الأمريكيين






محمد دحلان: أنا لم أقل أنها تريد أن تقوّي، أنا أقول كل من يقول أو يصدر مثل هذه التصريحات يقوّي حركة حماس بطريقة غير مباشرة، ثانياً، أنتِ بتعتقدي إحنا قوة عظمى يعني؟ إيش رأيك نعلن مقاطعة ومحاصرة الولايات المتحدة الأميركية؟ الأخ أبو مازن والشعب الفلسطيني؟جيزال خوري: لأ، بس ما بقى تتكلوا عليهم.محمد دحلان: لا لا طبعاً. فيه هناك منطق سياسي يقود الأمة ويقود العالم، الولايات المتحدة الأميركية هي ليست دولة من دول إفريقيا الضعيفة والمغلوب على أمرها، الولايات المتحدة الأميركية مصائر الأمة ومصائر الشعوب تتأثر بنسبة عالية جداً بيدها، ثانياً إن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية هما سبب عدم وصول الشعب الفلسطيني إلى حريته واستقلاله، وبالتالي هما المفتاح، لذلك نحن نذهب إلى العنوان، وإلا لماذا كل هذه الدول الغربية منها والشرقية والعربية تذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية؟ هل يطلب من الشعب الفلسطيني المحاصر أن يعلن الحرب على الولايات المتحدة الأميركية ودول كبرى وعظمى ومستقرة ومستقلة تعمل ليل نهار من أجل إرضاء الولايات المتحدة الأميركية؟ يعني هذه المعادلة يجب أن تفهم بشكل واضح، نحن نذهب حيث يكون مصالح الشعب الفلسطيني، ومصالح الشعب الفلسطيني هي بيد الشعب الفلسطيني أولاً، ولكن الشعب الإسرائيلي أو الحكومة الإسرائيلية هي التي تحتل الشعب الفلسطيني والإدارة الأميركية هي الجهة الوحيدة التي تستطيع أن تملي - إذا امتلكت الإرادة السياسية - أن تملي على إسرائيل إعطاءنا حقوقنا في الحرية والاستقلال. وبالتالي يعني هذا تبسيط للأمر قد يكون من وجهة نظري أن اتركوا الولايات المتحدة الأميركية!! ولكن هذا لا يمنع أن نوجّه النقد ..جيزال خوري: لا، ولكن يعني ما تتكلوا، يعني ما تكون كل سياستكن، ما تكون كل سياستكن اتكال على: ماذا ستقول رايس؟ وماذا سيقول جورج بوش؟ ويعني.. المعروف عن حركة فتح وعن السلطة نعم.. تفضل..محمد دحلان: هذا لا يمنع التواصل بين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والإقليم، هذا لا يمنع التواصل وتوطيد العلاقة بيننا وبين كل الدول التي ترغب في تقديم الإسناد السياسي والمالي للشعب الفلسطيني، وهذا الغطاء الدولي..جيزال خوري: أبو فادي اسمح لي أسألك شغلة. محمد دحلان: وهذا الغطاء..جيزال خوري: نعم، هيدا الغطاء الدولي.. محمد دحلان: دعيني أكمل.جيزال خوري: شو رأيك خليني.. رح تكمّل وقت أنا أسألك هيدا السؤال، شو رأيك بالتحاليل اللي بتقول أن حماس بالظاهر تقول أنها عدوة الولايات المتحدة الأميركية، وأن هناك اتصالات سرية تجرى بين حماس والإدارة الأميركية، وواضح أنه صار في كتير أقاويل، آخرهم مستشار الرئيس المصري السابق أسامة الباز اللي قال هي حماس إذا أعطيتوها أراضي الـ 67، ستعترف بإسرائيل. فأدّيش ممكن يكون في عندهن حنكة سياسية أكثر منكن، بأنه هنّن في العلن يقولون أنهم ليسوا.. لن يعترفوا بإسرائيل، ولكن عم بيحاولوا يكسبوا بعض المكاسب من إسرائيل والإدارة الأميركية؟














عوامل التلاقي والاختلاف بين حماس وفتح






محمد دحلان: لا لا أنا.. أولاً هذا من حق حماس بالمناسبة أن تكون يعني لديها المرونة السياسية التي تمكنها في أن تقود، وحركة حماس أو حركة الإخوان المسلمين ليس تنظيم ديني يعني أكل مفتول يعني بالفلاحي الفلسطيني.. لا هذه حركة سياسية تطمع للحكم وطمعت للحكم ووصلت إليه على الرغم من تحريمها للانتخابات في عام 96، وبالتالي يعني استخدام الدين في تليين المواقف السياسية وارد لدى حركة حماس، وهذا يعطيني يعني حماساً وتشجيعاً في أننا في طريقنا للاتفاق مع حركة حماس، لأنها ليست تنظيماً يعني متشدداً دينياً، بمفهوم التحريم والتحليل في السياسة، لا يوجد حرام ولا يوجد حلال في السياسة لدى حركة حماس، والمواقف السياسية أصبحت بيننا وبينهم قاب قوسين أو أدنى، حركة حماس أصبحت تعترف بحدود الرابع من حزيران 67، كما حركة فتح. ولكن الآن التمنع في الألفاظ ومحاولة كسر قاعدة حركة حماس، أنا لا أعتقد أن هناك فواصل سياسية شاسعة كما كانت في السابق بين حركتي فتح وحركة حماس، وهذا مدعاة للتفاؤل لمزيد من الوحدة ولصياغة برنامج عمل سياسي واضح. أما الغزل بين حركة حماس والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، فهذا ليس غريباً وليس جديداً. في عام 84، 85، أو 88 - لا أذكر بالضبط - الدكتور محمود الزهار التقى مع بيريز والتقى مع رابين، بعد ذلك الأخ إسماعيل هنية أعلن أكثر من مرة، ودعا إسرائيل للسماح لوزرائها بالالتقاء مع وزرائه، وبالتالي المبدأ ليس ممنوعاً. ولكن التفاصيل ومحاولة تسويق ذلك إلى قواعدهم وهذا من حقهم، قد يحتاج الأمر إلى وقت. ثانياً الاعتراف بإسرائيل نحن يعني لا يعنينا أن تعترف حركة حماس بإسرائيل أو لا تعترف، لأن حركة فتح لم تعترف بإسرائيل حتى الآن قانونياً. ولكن المنظمة اعترفت والتزمت حركة فتح بذلك، وما طلبه الأخ أبو مازن في الفترة الأخيرة من الحكومة هو أن تلتزم الحكومة بالاتفاقيات وتدير أوضاع الشعب الفلسطيني، مع حق حماس بالاحتفاظ بمواقفها السياسية، وبالتالي أنا أرى حركة حماس ومستقبلها في المنظومة السياسية قريب جداً، وهي أقرب من أي وقت مضى، انظري 10 سنوات نعم تحولت حركة حماس من حركة دينية متزمتة إلى حركة ليبرالية سياسية انتهازية من الطراز الأول. وهذا مدعاة للتفاؤل وللتأمل في مستقبل شراكة سياسية، لا أعني اتهام ولا أعني أنني متشمّت بهم، ولكن هذا هو الواقع، في السابق في عام 96 كانت الانتخابات حرام..جيزال خوري: شو عم بصير.. فإذن شو عم بصير بيناتكن؟ يعني إذا في هالقدّ تفاؤل، إذا هنّن رح يعترفوا بإسرائيل إذا ردت أراضي 67 وأقامت دولة فلسطين، فشو الخلاف بيناتكن؟ هل هو خلاف على السلطة؟ ولماذا هذا الخلاف هو في غزة وليس في الضفة الغربية؟محمد دحلان: لأ، هو أولاً أن حركة حماس قوية في غزة ومتمكنة في غزة وأنشئت في غزة والإخوان المسلمين أنشئوا في قطاع غزة، وبالتالي هذا إرث تاريخي موجود منذ سنوات طويلة. لماذا نحن الآن؟ لأننا نمرّ في عنق الزجاجة، نمر في مرحلة التحوّل.. حركة حماس من حركة مقاومة إلى حركة سياسية، والتدليل على ذلك أن حركة حماس لم تقم بأي عملية منذ استشهاد الشيخ أحمد ياسين إلا اختطاف الجندي، وكلّفنا 500 شهيد هذا الجندي، وعلى الرغم من ذلك نحن مع تبادل الأسرى بطريقة مشرّفة تكسر قواعد العمل السابق..جيزال خوري: بس أنت متهم بأنه قضية الجندي الإسرائيلي شاليت والتبادل مع الأسرى الفلسطينيين أنت اللي أجهضتها؟محمد دحلان: يعني هذا هراء، وكلام يعني إذا كان واحد أصيب بانفلونزا من حركة حماس من قيادتها بكون أنا..جيزال خوري: هيدا وزير الداخلية سعيد صيام اللي قال هيك؟محمد دحلان: يعني، لا أعتقد أن الأخ سعيد صيام، هذا قيل قبل ذلك في مظاهرة لحركة حماس، ثم أصدرت حركة حماس بياناً تنفي مسؤوليتها عن ذلك. ولكن لا يعنيني إذا نفوا أو لم ينفوا، هذا ليس.. أنا لدي استعداد لتحمل حركة حماس، وكذلك كل كادر حركة فتح في هذا التحول الذي يطرأ عليها، ولكن المأساة لا نريد منهم أن يحمّلوا حركة فتح ثمن تحوّلهم السياسي والداخلي دماً في بيوتنا، لا نريد أن نحمل الشعب الفلسطيني مآسي أكثر حتى يغطّوا على التحوّل الذي يحدث في إطار حركة حماس..














أين الجندي الإسرائيلي المخطوف؟






جيزال خوري: أنت بتعرف وين الجندي الإسرائيلي؟محمد دحلان: ليس لي علاقة. الأخ أبو مازن ونحن كأعضاء في المجلس التشريعي، ونحن في حركة فتح لم نتدخل في هذا الموضوع من بدايته، ولن نتدخل فيه حتى نهايته، هذا موضوع يخص حركة حماس مع الإخوة في مصر، ولا نتدخل في ذلك، ولكن طلبنا مطلباً واحداً أن تكون الصفقة مشرّفة وتكسر القواعد التي لم نتمكّن من كسرها على مدى السنوات الماضية..جيزال خوري: شو يعني؟ محمد دحلان: نحن أفرجنا عن 9 آلاف.. نحن أفرجنا عن 9500 سجين فلسطيني على مدى سنوات المفاوضات، وأنا أستغرب لبعض المتحدثين من حركة حماس بقول لك: ها عشر سنوات مفاوضات لم يفرجوا عن سجين!! هذا مجافي للحقيقة، بل كذب، 9500 سجين أفرج عنهم، منهم 2000 مؤبّد محكومين أحكاماً عالية..جيزال خوري: ومروان البرغوثي؟محمد دحلان: وبقي في السجون قبل الانتفاضة 1400 سجين فقط بقوا.. بقي.. عفواً؟جيزال خوري: ومروان البرغوثي؟محمد دحلان: دعيني أكمل أختي جيزال..جيزال خوري: تفضل.محمد دحلان: بقي فقط 1400 سجين قبل الانتفاضة. بعد الانتفاضة دخل 10000 سجين. الآن ظروف حركة حماس للتفاوض على في موضوع الأسرى يفترض أن يكون أفضل منا في السابق، لأن لديهم جندي ويستطيعوا أن يبتزوا إسرائيل نأمل أن يحدث ذلك، ونأمل ألا يصلوا إلى صفقة تبادل تكون محزنة، نأمل أن تكون كبيرة، يكسروا القواعد التي لم نتمكن من كسرها بالإفراج عن أبنائنا من الـ 48 وأبنائنا من القدس، والذين فشلنا في الإفراج عنهم. وهذا سيكون مدعاة للفخر ولإعطاء الدعم المعنوي لحركة حماس. لا أن يباع بطريقة يعني ضعيفة. أما الأخطر جيزال هو أن هذا التحوّل الذي يحدث في حركة حماس يحاولوا أن ينقلوه ويعكسوه على الآخرين. انظري إلى المأساة أنهم لا يعتبروا أن ما يجري في فلسطين فتنة، لأن الفتنة لا تحدث إلا بين المسلمين، ولا يعتبرون أن ما يحدث الآن هو بين مسلمين، بل بين مسلمين هم حركة حماس وكفار هم أبناء فتح، هذه المفاهيم التي يجب على حماس أن تتخلى عنها وتقلع عنها لأن هذه المفاهيم غير إسلامية، لا تمت للإسلام بصلة، أنتم لم يحكّمكم الله سبحانه وتعالى في أن توزّعوا صكوك الغفران على الشعب الفلسطيني، إذا تخلت حركة حماس وقيادتها عن هذه المفاهيم نحن نكون في طريقنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأكثر أملاً.جيزال خوري: أبو فادي بدّي أسألك عن مروان البرغوثي لأنه بعدين رح يقولوا أنت حاولت ما تسمع، فأنتو طالبين مروان البرغوثي بإطلاق سراح للجندي الإسرائيلي شاليت؟ يعني هل هذا شرط من شروطكن لعملية تبادل الأسرى؟محمد دحلان: يعني أنا أعتقد أنه إذا لم تشمل الصفقة السجناء الأكثر قدماً والقادة مثل الأخ مروان البرغوثي وقيادة الجبهة الشعبية والأخ أحمد سعدات وكل هؤلاء الإخوة القادة الذين اعتقلوا لأسباب سياسية من وجهة نظري، لن يكون للصفقة معنى. وبالتالي.. أما أن نضع شروط نحن لسنا في موقع نضع شروطاً على حركة حماس، هي حرة. نحن طالبنا بأن تشمل الصفقة هؤلاء الإخوة وهؤلاء القادة حتى تكون صفقة ذات قيمة، ولكن الجندي بيد حركة حماس والصفقة ستسجل لصالح حركة حماس، وإنجازاتها سينعم بها أبناء حركة حماس وأبناء حركة فتح وأبناء الشعب الفلسطيني.جيزال خوري: نعم إذا بتسمح رح نتوقف لحظات ونكون مع الفقرة الأخيرة لبرنامج بالعربي.[فاصل إعلاني]














رفض عملية إيلات استمراراً لسياسة عرفات






جيزال خوري: نعود إلى الفقرة الأخيرة من برنامج بالعربي وضيفنا هو محمد دحلان. أبو فادي اللي بيسمعك عم تحكي بيقول أن الحقيقة ممكن تصير رئيس حركة حماس أدّ ما أنت يعني أعطيت إيجابيات وأنتو عم تتقاتلوا بالشارع، ومن أجل هذا التقاتل بالشارع قام الجهاد الإسلامي بعملية إيلات الأخيرة. فما رأيك بهذه العملية اللي أبو مازن طبعاً استنكرها، ولكن كتائب شهداء الأقصى أيّدوها؟محمد دحلان: أولاً أريد أن أصحح نحن لا نتقاتل في الشارع، نحن نُقتل في بيوتنا، ويجب أن يكون ذلك واضحاً. الشهيد هليّل قُتل في بيته، الأحداث الأخيرة في شمال جباليا في بيوتهم، وبالتالي أبناء فتح جالسون في بيوتهم يجب أن يكون واضحاً هذا الأمر. لأن فيه ظلم لحركة فتح، نحن لا نعتدي على أحد، لا في بيته ولا في الشارع. ولكن أيضاً أقول بكل وضوح نحن سندافع عن أنفسنا..جيزال خوري: سندافع أم ندافع؟محمد دحلان: ونكون مقصرين إذا لم ندافع عن أبنائنا.. عفواً؟جيزال خوري: يعني أنتو بتدافعوا عن أنفسكن، ولاّ ستدافعون عن أنفسكم؟ يعني أنتو كمان حاملين السلاح..محمد دحلان: لا لا نحن ندافع وسندافع.. نحن ندافع عن أنفسنا، وسنستمر في حماية أبنائنا، وسنستمر في الدفاع عن أنفسنا، وسندعم كل المؤسسة الأمنية التي تدافع عن المشروع الوطني الفلسطيني بكل إمكانياتنا، سنمنع الاستفراد بالشعب الفلسطيني بالطريقة التي تمت خلال السنة الماضية. وبالتالي وفي نفس الوقت عيننا على صياغة عمل مشترك، برنامج حكومة مشترك يستطيع أن يخرج الشعب الفسلطيني من مأساته.جيزال خوري: نعم. أنا يعني كنت سألتك عن عملية إيلات الأخيرة، يعني كتائب شهداء الأقصى هنّن أيّدوها، أنت بدّي أعرف منك أنت تؤيّدها؟محمد دحلان: لأ، يعني أنا ألتزم بما.. بحكم الوفاء لما قاله دوماً الرئيس أبو عمار رحمه الله، نحن ضد قتل المدنيين في الطرفين، سواء كان في الطرف الفلسطيني أو في الطرف الإسرائيلي من أجل أن يعني نشق طريقاً نحو هدوء واستقرار. نحن لا نريد أن نرى أبناءنا يقتلون، وأيضاً لا نريد أن نرى أطفالاً إسرائيليين يقتلون. ولكن أيضاً من حقنا الدفاع عن نفسنا من العدوان الإسرائيلي كما حدث اليوم، حين قتل أبناؤنا في شهداء الأقصى في الضفة الغربية.جيزال خوري: نعم. محمد دحلان الحقيقة كان كتير غريب مثل ما قلت في المقدمة بمهرجان فتح عندما كانت الجماهير تقول شيعة شيعة وأنت تقول: لأ هم ليسوا شيعة، هم قتلة. نحن نعرف أنّ.. يعني أنا بتأسف إني أسأل هذا السؤال المذهبي، ولكن نحنا منعرف أنه بفلسطين ليس هناك شيعة، أو خلينا نقول ليس هناك يعني أكثرية شيعية في فلسطين، يمكن هناك أقليات الأقليات، فلماذا قالوا: شيعة؟ هل يريدون أن يقولوا أن حماس هي تلتزم بالسياسة الإيرانية بهذا المعنى؟ ولماذا يعني هناك إشاعات كثيرة في فلسطين تقول أن هذا القائد من حماس أو ذلك تشيّع؟ فشو حقيقة الوضع.. الاحتقان في فلسطين؟محمد دحلان: هي مجموعة عناصر تراكمت مع بعضها البعض طالت كل بيت فتحاوي استفزت مشاعر الأبناء والآباء والأطفال والشيوخ، كثير من الذين انتخبوا حركة حماس ندموا على ذلك، لأنهم لم يتصوروا يوماً ما أن يدخل قوة عسكرية من حركة حماس بالصواريخ تقتحم بيتاً وتقتل بدم بارد، هذا كان يعني ثقافة جديدة وثقافة غريبة على المجتمع الفلسطيني، وبالتالي ارتبطت العملية، تحالف حركة حماس مع إيران، ما يجري في العراق وما يتابعوه من أخبار أن بعض يعني المواطنين السنة نحن فعلاً في فلسطين لا يوجد لدينا اختلاف مذهبي، ولكن حين يرون أن بعض التصريحات صادرة من عراقيين سنة يتهمون وزارة الداخلية يعني الشيعية في أنها قتلت سنة كل هذه الأخبار تراكمت في وعي المواطن الفلسطيني وربط بين إيران وسلوك حركة حماس الذي يقتل في الشارع ويراه بعينه ويُقتل أبناؤنا في العراق سواء سنة أو شيعة..جيزال خوري: هل حماس هي أداة إيرانية.. هل حماس هي أداة إيرانية؟محمد دحلان: يعني ارتبطت جميعها.. يعني أنا أقول أن مصالحها مرتبطة مع إيران. وهذا لا يخفيه الأخ خالد مشعل، أعلن بتحالف إستراتيجي وهذا شأنهم لا أريد أن أتدخل فيه. ولكن يجب عليهم ألا ينقلوا أزمات الإقليم ليدفع ثمنه الشعب الفلسطيني. بدناش كل مصيبة تصير في دولة، في عالم، في الإقليم، من يدفع الفاتورة هو الشعب الفلسطيني. آن الأوان أن يرتاح هذا الشعب المظلوم الذي قُهر على مدى 50 عاماً من أجل أجندات خارجية، يكفي أجندة وطنية فلسطينية محلية داخلية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.. ولإنقاذه من المأساة التي يعيشها..جيزال خوري: شو صار بحكومة الوحدة الوطنية أبو فادي؟محمد دحلان: يعني نحن لا زلنا نبذل جهوداً استثنائية من أجل الوصول إلى هذه الحكومة على الرغم من المعاناة التي عانيناها، عين للدفاع عن أبنائنا، والعين الأخرى منطلقة نحو الخارج للتفاوض مع الأخ خالد مشعل وزملائه، وأنا أقول أن هناك وفد الوساطة لا زال موجوداً في الخارج يتفاوض مع الأخ خالد مشعل وزملائه، ونأمل أن يصلوا في أقرب وقت ممكن لصيغة حكومة وحدة وطنية، وأنا أعتقد أن الفرصة لا زالت قائمة على الرغم أن المسافة الفاصلة بين الاتفاق والاختلاف هي بسمك الخيط، ونأمل أن تقدر قيادة حماس مصالح الشعب الفلسطيني على أي مصالح أخرى..جيزال خوري: نعم. أبو فادي فيه طبعاً الملك عبد الله بن عبد العزيز طلب منكم أن تلتقوا في مكة من أجل وقف الاقتتال الداخلي، هل تعتقد أن الحكومة، حكومة الوحدة الوطنية ستكون.. ستخرج من لقاء مكة أم رح يكون فيه اتفاق قبل هذا؟محمد دحلان: يعني يفترض أن يكون الاتفاق قبل ذلك، ويفترض أن يكون التفاهم شامل وجامع على كل النقاط السياسية والداخلية قبل أن نذهب، ربما المكان لما له من قدسية ربما يؤثر في أجوائه، ولكن يعني هذه الدعوة النبيلة من جلالة الملك كانت في مكانها وفي موقعها، ولكن لا نريد أن نفشله ولا نريد أن نضع العراقيل أمام نجاح ذلك، يجب أن يكون استعدادات كاملة قبل الذهاب حتى نضمن نجاحاً لهذا المكان الطاهر ولجلالة الملك الذي بادر على الدوام على مدى سنوات طويلة في إسناد ودعم الشعب الفلسطيني والأمة العربية.














هل محمد دحلان مطلوب للقتل؟






جيزال خوري: نعم. حتى إشعار آخر محمد دحلان تبقى المطلوب رقم 1 ليس من قبل إسرائيل، ولكن من قبل حماس. والبعض يقول أنه لو لم يكن هناك محمد دحلان في غزة لم يكن هناك اشتباكات أو مشاكل بين حركة حماس وحركة فتح، لماذا أنت عدو حماس؟محمد دحلان: لا عفواً هذه الخاتمة.. لا عفواً، هذه الخاتمة غير مقبولة. أولاً أنا كنت مطلوباً لإسرائيل، رُحّلت من هنا، سجنت عشر مرات أو ثماني مرات، وبالتالي إذا لم أكن.. كنت مطلوباً لإسرائيل عدة مرات ونجوت من ذلك. أما أن أكون مطلوباً لحركة حماس، فإذا كان الدفاع عن حركة فتح يعتبر مطلوباً لحركة حماس، فأنا أقول: لا أريد أن أقول كلاماً صعباً، يجب على حركة حماس أن تتحول لمواجهة الاحتلال، لا أن تصوّب بنادقها إلى بيوتنا ومنازلنا. أنا واجبي الدفاع عن أبناء فتح، وهذا شرف لي كعنصر صغير في هذه الحركة العظيمة.جيزال خوري: يعني فيه بعض المقرّبين منك بيقولوا أنك يعني ستقتل، شو رأيك؟ هل عندك معلومات هل تعرف.. وقت أقول أنا مطلوب يعني أردت أن أقول أنه يقال بأنه مطلوب للقتل؟ فهل أنت تعلم ذلك؟ هل هناك معلومات؟محمد دحلان: يعني هذا شيء لا يشرّف حركة حماس أن أكون مطلوباً للقتل من قبلهم، ولا يشرف هذا التنظيم الذي بناه الشيخ أحمد ياسين من أجل أن يكون تنظيماً مقاوماً وليس تنظيماً يستخدم سيفه ضد أبناء الشعب الفلسطيني، أما التهديدات فهي لا ترهبني، ولا أضع حساباً لها. ما يعنيني هو مصالح الشعب الفلسطيني، وأقاتل دونها ولا أخاف من أحد. أقول موقفي دون تردد. ودوماً عيننا على مصالح الشعب الفلسطيني. ثانياً إذا اعتقدت حركة حماس أن الدونية التي تريدها من أبناء فتح في أن نقول نعم لهم ولأفكارهم السوداء، يكونون مخطئين. حركة فتح لها تاريخ، لها ماضي، لها حاضر، ولها أيضاً مستقبل. وكان النموذج في هذا الاحتفال الذي أراد أن يرسل رسالة محبة وسلام وتآلف، وأيضاً في نفس الوقت تماسك ورغبة في الدفاع عن الذات ورغبة في الدفاع عن النفس.جيزال خوري: نعم. محمد دحلان أنا أتمنى لك يعني الحياة الطويلة جداً. شكراً لوجودك معنا ببرنامج بالعربي. شكراً للمشاهدين لوفائهن وإلى اللقاء الأسبوع المقبل.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق