الثلاثاء، 6 يوليو 2010

صدق محمد دحلان....هكذا هي عقلية الإسلام السياسي: عنزة ولو طارت

يوم الخميس13 من شعبان1429هـ 14-8-2008م الساعة 06:48، كتب أحمد الغريب في موقع مفكرة الإسلام الإلكتروني بعنوان " حقيقة تنصر "جوزيف" نجل قيادي حماس!" تحت الرابط:
http://www.islammemo.cc/Tkarer/Takrer-Motargam/2008/08/14/68027.html
حاول فيه الكاتب أن يفرض شوفينية الإسلام السياسي على الحقيقة الموضوعية، وليأتي مصعب " جوزيف" ذاته ليقطع عليه الطريق ويجاهر بحقيقة خبر اعتناقه المسيحية.
تحدث الكاتب عن مؤامرة صهيوينية على حماس تحيكها الصهيونية ووسائل إعلامها، ويزيدنا الكاتب من القصيد بيت فيحذر الأمة من الخطر الداهم في التعاطي مع الإعلام الصهيويني، وهو يعلم أن أكثر من يتعاطى مع هذا الإعلام هم أحبابه في حماس والحركات الإسلاموية.

نص المقال كما ورد في مفكرة الإسلام:
مفكرة الإسلام: حاولت الصحافة العبرية المجندة من قبل أجهزة الاستخبارات الصهيونية أن تفجر أزمة لا حدود لها، ليس داخل الأراضي الفلسطينية فحسب، ولكن كان من الممكن أن يتجاوز مداها أبعد من هذا بكثير، خاصة وأنها حاولت أن تدعي كذبًا أن نجل أحد القياديين البارزين في حركة حماس فر هاربًا للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، بعد أن اعتنق الديانة المسيحية منذ قرابة ثماني سنوات قضاها في السر دون أن يخبر أحدًا، ونجحت الاستخبارات العسكرية الصهيونية عبر أحد عملائها المعروفين في الصحافة العبرية، وهو أفي يسسخروف، الذي له باع طويل في نشر القصص المختلقة والأكاذيب والروايات، التي لا هدف من ورائها إلا إذكاء نيران الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، من حركتي فتح وحماس، الذي نشر حواره المزعوم الكاذب الذي سرعان ما تناقلت تفاصيله الأولية العديد من المواقع العربية دون أن تشير ولو من قريب أو بعيد إلى إمكانية أن يكون هذا الحوار مفبركًا، لا يمس الحقيقة أبدًا.




لكن النفي الذي نشرته عائلة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس النائب الأسير حسن يوسف للأنباء التي روجتها صحيفة "ها آرتس" "الإسرائيلية"، والتي أفادت أن ابنه مصعب قد اعتنق المسيحية وارتد عن الإسلام، كان قاطعًا ولا يدع مجالاً للشك في البحث عن أي احتمالات حول إمكانية وجود مصداقية حول التقرير "الإسرائيلي" المنشور، خاصة وأن النفي الذي جاء على لسان صهيب شقيق مصعب تضمن تأكيدات على أن شقيقه الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، تم الاتصال به، وأكد لنا بطلان هذه الرواية، وأنه ما زال على الإسلام وملتزم بدينه والحمد لله ولن يتراجع عنه مهما كلفه الأمر، وأضاف أنه قام بالاتصال بالصحافي الذي نقل الخبر في صحيفة "ها آرتس"، وأنكر التقاءه بأخي مصعب، وأكد الصحافي للعائلة أن خبره نقل عن مصادر أخرى لم يفصح عنها، وهذا خلافًا لما جاء في خبر الصحيفة أنه التقى بالسيد مصعب يوسف.



فللوهلة الأولي وفور أن رأت عيني اسم الكاتب الذي أعد التقرير الخاص باعتناق نجل قيادي حماس الشيخ حسن يوسف للمسيحية وهروبه إلي الولايات المتحدة الأمريكية، تأكدت في داخلي أن الأمر لا يعدو كونه لعبة قذرة من ألاعيب الاستخبارات العسكرية الصهيونية المعروفة باسم (أمان)، وذلك على خلفية الصلة الوثيقة التي تجمعها مع كاتب صحيفة ها آرتس أفي يسسخروف الذي تعتبره أحد جنودها البواسل في نشر الأكاذيب والشائعات ضد الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم، وتستخدمه هو وآخرين في وسائل الإعلام الصهيونية من حين لآخر في نشر تحقيقات الغرض منها نشر الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، لكن المتابع لما ينشره يسسخروف يعرف تمام المعرفة أنه ليس سوى أحد أفراد وحدة الحرب النفسية بجهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية، ويستغل ما يحصل عليه من معلومات مفبركة وكاذبة من جنرالاته الصهاينة لكي يضلل بها من يقرؤها.



فحين تطلع على ما كتبه مراسل الصحيفة الصهيونية أفي يسسخروف، ستتأكد مثلي تمامًا أن تقريره هذا جرى إعداده في أحد مكاتب الاستخبارات العسكرية الصهيونية، والهدف منه ضرب حركة المقاومة الإسلامية حماس في العمق، واتهام قياداتها بأنهم ليسوا أهلاً للثقة من قبل أبناء شعبهم، وأنهم لا يفكرون سوى في أنفسهم، حتى أن فلذات أكبادهم بدءوا ينسلخون عنهم ويبتعدون شيئًا فشيئًا عن آبائهم، من خلال إيمان عميق بأنه قد حان الوقت للثورة على تراث الآباء.



يشير مراسل الشئون العسكرية في صحيفة ها آرتس الصهيونية في تقريره الذي يقول إنه كتبه من ولاية كاليفورنيا حيث يعيش الآن مصعب يوسف نجل قيادي حركة المقاومة الإسلامية حماس المعتقل في السجون الصهيونية الشيخ حسن يوسف ـ أن مصعب يوسف، أكبر أبناء القيادي البارز، سبق له وأن كان عضوًا في حركة الشبيبة التابعة لحماس، وعمل مساعدًا لوالده ودخل السجون الصهيونية، لكن فجأة وبدون مقدمات اعتنق الديانة المسيحية سرًا وفر هربًا للولايات المتحدة، ويطالب حاليًا بالحصول على حق اللجوء السياسي هناك، ويتهم قادة حماس بالفساد وبتعذيب الأسرى وغسل عقول الأطفال لدفعهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية، وينتقد الدين الإسلامي.



وبعد هذه المقدمة التي تتأكد منها أنك ستسير في حقل ألغام، وبعد أن تحدث عن الانتقال المثير والغامض لمصعب من صفوف حماس إلي المعسكر المقابل الذي يتهم حماس بكل ما هو سيئ، تحدث يسسخروف عن اللقاء الخيالي الذي جمعه مع مصعب يوسف في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، قائلاً: "التقيت بمصعب البالغ من العمر 30 عامًا في أحد مطاعم كاليفورنيا، وقبل أن يتناول مصعب طعامه قام بالتمتمة ببعض الكلمات وبشكر المسيح، وعندها وجدت صعوبة في استيعاب هذا الموقف الغريب، فلم أتصور أن يقوم نجل الشيخ حسن يوسف ـ عضو البرلمان من قبل حماس وأشهر قيادي في الضفة الغربية ـ بتغيير ديانته واعتناق الديانة المسيحية"، وبالطبع يحاول يسسخروف أن يشعر القارئ بأنه صدم من هول المفاجأة من اعتناق مصعب المسيحية، وأنه لم يكن يعرف أي شيء عن هذا، كما أننا إذا توقفنا عند تلك الفقرة سنجد أن هناك رغبة من كاتب التقرير ومن يقفون وراءه في الاستخبارات الصهيونية لضرب حماس في مقتل، خاصة وأنها تعلم أن هذا الحوار سيترجم من العبرية إلى العربية وسينشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام العربية، وسيكون له تأثير في منتهى السلبية على حركة حماس، لأنه وببساطة سينقل صورة مشوهة عنها، تدعي أن أبناءها ينسلخون عنها لخطأ أفكارها، ولهذا اختار يسسخروف تلك البداية المؤلمة للجميع، مصعب نجل قيادي حماس يبدأ تناول طعامه بذكر كلمات التسبيح والتهليل للمسيح، لكي يخبرنا أننا أمام حقيقة واقعة ألا وهي تحول نجل أحد أكبر قيادي حماس، ذلك الشاب الذي تربى في كنف قادة الحركة وعاش بينهم واقترب من صانعي القرار فيها وعرف سرهم وعقيدتهم وحقيقة أمرهم، وما إن كانوا على حق أو على باطل ـ إلى المسيحية؛ حيث المعسكر المضاد الذي يرفض ما تقوم به حماس ويعتبره إجرامًا لا مقاومة.



جوزيف نشأ على كراهية "إسرائيل":



ونعود ليسسخروف الذي يخبرنا أن يوسف اختار له اسمًا مسيحيًا جديدًا وهو جوزيف، والأكثر من ذلك أنه ذهب للعيش عند أحد الأشخاص الذين تعرف عليهم في إحدى الكنائس، وبالطبع لم يفت على يسسخروف ومن أملوه هذا الكلام إضافة بعض عبارات الحزن والأسى على حال جوزيف الذي يواجه الحياة الآن بمفرده ويحتاج للمال، كما حاول أن يصور هذا الحوار على أنه حقيقة لا مساس فيها، عبر تأكيده على لسان جوزيف أنه يعلم أن ما ستنشره صحيفة ها آرتس سيصدم جميع أفراد العائلة، لكنه يأمل أن يتفهم والده موقفه.



ثم وجه مراسل صحيفة ها آرتس سؤالاً لنجل قيادي حماس وطلب منه أن يقص للقراء بعضًا مما لديه عن نشأته وحياته. وبالطبع جاءت الإجابة التي تريدها "إسرائيل"، حيث نقل يسسخروف على لسان مصعب يوسف قوله: "تربيت وترعرعت في أسرة ملتزمة دينيًا بشكل كبير، غرست داخلي كراهية "إسرائيل"، وكانت أولى مواجهاتي الحقيقية مع "الإسرائيليين" وأنا في سن العاشرة، عندما اقتحم جنود "إسرائيليون" منزلنا وألقوا القبض على والدي، ولم نكن نعلم وقتها أنه من مؤسسي حركة حماس، وكانت أول مرة يبتعد فيها والدنا عنا، وهو كان بالنسبة لي كل شيء في حياتي، وعندما وصلت المرحلة الثانوية درست الشريعة، وحين بلغت الثامنة عشرة من عمري اعتقلتني القوات "الإسرائيلية" لأنني كنت رئيس "الاتحاد الإسلامي" في المدرسة الثانوية، وهي حركة شبيبة تابعة لمنظمة حماس، وهو الحدث الذي غير مسار حياتي.



ثم طلب من مراسل ها آرتس أن يحدثه عما حدث له خلال وجوده في السجون الصهيونية، ونقل مرة أخرى على لسان جوزيف قوله: "قبيل دخولي السجن لم أكن أعرف عن حماس سوى ما يقوله لي والدي، وكنت أكن تقديرًا كبيرًا للحركة، بسبب ثقتي في والدي، ولكن عندما دخلت السجن اكتشفت الوجه الحقيقي لهذه الحركة، فعلى مدار 16 شهرًا قضيتها في السجن "الإسرائيلي" اكتشفت أنها حركة سلبية وفاسدة من أساسها؛ حيث رأيت أن قادة الحركة تتوفر لهم في السجون "الإسرائيلية" أوضاع خاصة؛ حيث يأتي إليهم أفضل الطعام ويسمح لهم بالزيارات العائلية بشكل أكثر من أي سجين آخر، ويوفرون لهم كل شيء يحتاجونه، وأنا أرى أن مثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أخلاق، ولكنهم أكثر ذكاءً من قادة فتح، حيث يتلقون الأموال بشكل غير مباشر، وليس في وضح النهار مثل قيادات فتح، لذا لا يستطيع أحد أن يثبت عليهم تهم الفساد، كما أن حماس تقوم بمراقبة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، خشية أن يكون من بينهم متعاونون مع الجيش الصهيوني ينقلون معلومات له، وقد قامت الحركة بتعذيب بعض من أفرادها وعناصرها فقط لأنها شكت فيهم، وكانت تستخدم شتى ألوان التعذيب من أجل إتمام وإنجاز تلك المهمة، ثم طلب منه منحه إجابة حول إذا ما كان قد تعرض خلال وجوده في السجون "الإسرائيلية" للتعذيب؟ فقال جوزيف: لا، لقد تمتعت ببعض الحصانة بسبب وضع والدي".



ويحاول يسسخروف عبر هذه الإجابة أن يوقع الضغينة في نفوس الفلسطينيين تجاه حماس، والقول بأن الحركة فاسدة لأبعد الحدود حتى داخل السجون الصهيونية، ثم بدأ الجانب التراجيدي من الحوار والذي يعرفه يسسخروف أنه الأهم لأن الجميع سيكون مشغولاً بالسبب الذي دفع نجل قيادي حماس لاعتناق المسيحية، حيث قال مراسل الصحيفة: "طلبت منه أن يحدثني عن بدايته للتعرف على المسيحية، فأبلغني بأن أسرته لا تعلم حتى الآن أنني اعتنقت الديانة المسيحية، وقصتي مع هذه الديانة بدأت منذ حوالي ثمانية أعوام، عندما كنت في القدس وتلقيت دعوة لحضور محاضرة عن المسيحية، وقد تحمست جدًا لسماع ما يُقال، وبعد ذلك واظبت على قراءة الكتاب المقدس يوميًا، وكل هذا كان يتم في سرية تامة طبعًا، حيث كنت أتوجه إلى جبال رام الله البعيدة وأجلس هناك أقرأ بالساعات، ثم قرأت القرآن الكريم ولم أجد فيه إجابات واضحة لتساؤلاتي، فالقرآن كتاب ضال مضل ـ حسب زعمه ـ ثم قررت بعد أربع سنوات أن أعتنق الديانة المسيحية، ولم يعلم أحد بذلك سوى بعض الأشخاص المسيحيين، ولكنني واصلت بعد اعتناقي للمسيحية مساعدة والدي.



ولا يحاول كاتب التقرير الصهيوني تشويه صورة حماس وقادتها فحسب، ولكن لديه رغبة هو ومن أملوه هذا الكلام في تشويه صورة الإسلام والقرآن الكريم، ومحاولة العبث في نفوس الضعفاء، والقول لهم بأنه ها هو نجل القائد الأكبر في الضفة الغربية يعتنق المسيحية ويكفر بالقرآن، منذ ثماني سنوات وهو يخدعكم.



ثم يشير أفي يسسخروف في تقريره إلى أنه طلب من جوزيف أن يحكي له عن علاقاته بقيادات حماس وكيف كانت هذه العلاقة، وينقل عنه القول:"يجب أن تفهم أنني لم أكن أبدًا واحدًا منهم، بل كنت مجرد شخص يساعد والده ويرافقه، وكنت دائمًا ما أعارض الإرهاب، ولم يكن رجال حماس يحبونني، فلم أكن أتوجه للصلاة في المساجد، ولم يكن يعجبهم ملابسي الكاجوال والجينز، وأنا من جهتي لم أكن أساعد والدي لأنه قيادي بحماس، بل لأنه والدي فقط.



ثم ذكر يسسخروف في حواره المنشور بصحيفة ها آرتس: "طلبت من جوزيف أن يحدثني كذلك عن كيفية تعامل حماس مع المسيحيين؟" ثم نقل عنه القول: "إن حماس ترى نفسها ممثلة للإسلام، لكن في بعض الأحيان من المهم لها الظهور وكأنها تحمي المسيحيين، كما أن والدي حظي بتأييد كبير من قبل المسيحيين أثناء الانتخابات البرلمانية، وكانت علاقته بهم ممتازة، فعلى سبيل المثال في إحدى المرات منع عددًا من سكان رام الله من اغتصاب أراضي يمتلكها مسيحيون، لإقامة مسجد عليها".



دعوة للشقاق داخل حماس:



وواصل يسسخروف حواره الوهمي مع جوزيف المسيحي قائلاً: دعوته بعد ذلك ليشرح لي سبب مواصلته البقاء على العمل بجوار والده ومساعدته، بعد اعتناقه المسيحية"، ثم نقل عنه القول: "كنت أرغب في أن أجعل والدي يدرك أنه لا يجب التعرض للأبرياء من الجانب الآخر، وأذكر أنني تمكنت أكثر من مرة في إقناع أحد القادة المعتدلين بالحركة باتخاذ قرارات حكيمة وإقناعه بوقف العمليات ضد "إسرائيل" وإقامة دولتين، ورأيت أنه يجب علي أن أقوم بدور بدلاً ممن وصفهم بشلة الأغبياء الذين يؤثرون على قيادات الحركة.



ويحاول بالطبع يسسخروف إيقاع الفرقة والشقاق داخل حركة حماس عبر تصويره على لسان جوزيف الوهمي أن هناك شقاقًا حقيقيًا داخل الحركة بشأن الكثير من الثوابت التي يعرف عن الحركة أنها لا تقبل المساس بها، ولا حتى القبول بالاقتراب منها.



ثم أشار الكاتب الاستخباراتي الصهيوني أفي يسسخروف إلى أنه وفي حواره الذي أجراه في ولاية كاليفورنيا مع نجل قيادي حماس الشيخ حسن يوسف، تعرف على السبب الحقيقي الذي دفعه من أجل الهروب من الأراضي الفلسطينية، حيث نقل على لسانه القول: "غادرت في يناير 2007م، ولكن مشاكلي مع حماس كانت قد بدأت في أعقاب انتخابات يناير 2006م، حيث اتهمني أتباع الحركة بأنني حاولت شق صف الحركة، فبعد أن هدد والدي بعدم خوض تلك الانتخابات ضمن قائمة الحركة، طلبوا مني عقد مؤتمر صحفي أقوم خلاله بالإعلان عن مشاركة والدي في الانتخابات، حيث كان وقتها في السجن، ولكنني رفضت فعل ذلك، ومنذ ذلك الوقت والتهديدات بدأت تلاحقني، واعتبرني أعضاء الحركة عدوًا لهم، وحينها وجدت أنه لا خيار أمامي سوى المغادرة، فوالدي في السجن وليس هناك من يحميني، ولكنني الآن مشتاق "لإسرائيل".



ويصل كاتب التقرير إلى أحد فصول التقرير السخيفة التي تدل على تدني مستوى الفكر الاستخباراتي الصهيوني، حيث يحدث جوزيف محاوره الصهيوني أفي يسسخروف عن اشتياقه "لإسرائيل"، وعلى طريقة البرامج التلفزيونية المصطنعة، يتفاجأ يسسخروف مما قاله جوزيف ويرد عليه بقوله: أنت؟ مشتاق "لإسرائيل"؟ وينقل إجابة جوزيف: "نعم أنا أحترم "إسرائيل" وأقدرها كدولة، لكني في ذات الوقت ضد سياسة قتل الأبرياء، أو استخدامهم كوسيلة لتحقيق هدف ما، وأتفهم حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، كما أنني أحب الاستماع إلى الاغاني "الإسرائيلية"، رغم أنني لا أفهم ما يقال في كثير من الأحيان، وأحب المطرب "الإسرائيلي" إييل جولان، كما أنني أريد أن أقول: إن الفلسطينيين إذا لم يكن أمامهم عدو يقاتلونه، فسوف يتقاتلون فيما بينهم، وبعد عشر سنوات ستتذكر كلامي هذا وتعلم أنه صحيح، ويجب أن تعلموا أنتم أيها اليهود أنه لن يحدث أبدًا سلام بينكم وبين حماس، فالإسلام باعتباره الإيديولوجية التي تتبعها حماس، لن يسمح لهم بالتوصل إلى اتفاق سلام مع اليهود، فقيادات حماس ترى أن النبي محمدًا كان يقاتل اليهود، لذا عليهم مواصلة هذا الأمر حتى الموت، فحماس ترى أن السلام مع "إسرائيل" يخالف الشريعة والقرآن، وأن اليهود ليس لهم الحق في البقاء على أرض فلسطين".



الإسلام سيختفي بعد 25 عامًا:



ثم طلب مراسل ها آرتس من جوزيف الوهمي أن يحدثه عن قادة حماس، وهل يوجد بينهم أشخاص جيدون، وينقل عنه القول: "أنا أرى أنهم جميعًا أشخاص غلاظ،سيئين ولكن أكثرهم سوءً هو محمود الزهار، وفي نهاية الحوار الوهمي اختتم جوزيف كلامه قائلاً :"أتمنى أن أتمكن في المستقبل من كتابة كتاب عن قصة حياتي الشخصية، وعن الصراع في الشرق الأوسط، ولكن تركيزي منصب الآن على إيجاد عمل ومكان أقيم فيه، فأنا الآن أمر بضائقة وليس معي أموال، ولا مكان مستقل للسكن، ولولا مساعدة الكنيسة لي لكنت نمت في الشوارع، وأنا أريد الآن تكوين منظمة شبابية دولية، تقوم بالتعريف بالديانة المسيحية ونشر الحب والسلام. ويضيف أنه يتوقع أن تندثر الديانة الإسلامية بعد 25 سنة من الآن ـ حسب زعمه".



وحاول يسسخروف ومسئولو الاستخبارات الصهيونية العسكرية الذي تبدوا بصمات أصابعهم واضحة على كل كلمة جاءت فيه أن يشوهوا صورة الإسلام والتأثير علي أبنائه، لكن بالطبع تلك محاولة مفضوحة يسهل على كل ذي عقل أن يدرك حقيقتها ويعرف ما وراءها ومن يقفون خلفها.



حماس ترد على الأكاذيب:



هذا وتجدر الإشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعربت فور نشر هذا التقرير في صحيفة ها آرتس الصهيونية عن استيائها من الحملات الإعلامية والدعائية "التي تستهدف النيل من الحركة ورموزها"، مؤكدة أن هذه الحملات لن تستطيع التأثير أو تغيير الصورة المشرقة والمشرفة المغروسة في أذهان الناس والشعب والأمة عن الحركة التي تمثل رأس حربة هذه الأمة، في زمن الانحطاط والانهزام، ولفتت الحركة في الضفة الغربية النظر في بيان صادر عنها، إلى أن هذه الحملات تتزامن مع جهود ضرب الحركة في الضفة، الأمر الذي يدلل على أن هناك أهدافًا مشتركة ومنسقة ومتزامنة بين الصهاينة مع أذنابهم للتأثير في الحركة على الأصعدة كافة، والنيل من نفوس وعزائم أبنائها ومناصريها ومجاهديها، وأكدت حركة "حماس" على أن الأنباء التي تمس أحد أفراد عائلة القيادي النائب المختطف الشيخ حسن يوسف هي "أنباء كاذبة وعارية عن الصحة، وقد تواصلت العائلة مع ابنها الذي نفى بدوره نفيًا قاطعًا أن يكون قد أجرى أي مقابلات أو تكلم مع صحفي أو غيره بهذا الموضوع، وهو لم يسمع بهذا الموضوع من الأساس".



كما أبدى أسرى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ونوابهم المختطفون في سجون الاحتلال عن استغرابهم الشديد من "الانسياق الأعمى لبعض وسائل الإعلام الفلسطينية في اقتباس أقوال الاحتلال الصهيوني"، مؤكدين "من موقعنا كجزء من الحركة الفلسطينية الأسيرة، أن الإعلام الصهيوني موجه وخاضع لاعتبارات استخباراتية دقيقة تدير دفته، ومن العار على إعلامنا الفلسطيني أن يتحول إلى "ببغاء ساذج" يردد ما يقوله الإعلام الصهيوني الموجه"، وقالوا في بيان مشترك صادر عنهم، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه: "لقد نشرت بعض وسائل الإعلام الفلسطينية أخبارًا منقولة عن صحف عبرية تزعم فيها أن الأخ "مصعب" نجل النائب الشيخ حسن يوسف قد تنصر وتحول عن دينه واعتنق المسيحية، وهو الأمر الذي تحققنا منه وتبين كذبه جملة وتفصيلاً".



وأضافوا: "إن السيرة المشرفة والتاريخ الجهادي العظيم للشيخ المجاهد القائد حسن يوسف "أبو مصعب"، هو أكبر وأشد نصاعة من أن تشوهه أكاذيب وتهريج كالذي يحكى عنه، فمن لم يعرف الشيخ حسن فعليه أن يفهم أنه من خيرة قادة حماس الذين لا يمكن لأحد أن ينال من سمعتهم"، وتابع أسرى "حماس" ونوابهم المختطفون القول: "فها هي الحملة المسعورة على قوى شعبنا الحرة والمناضلة والشريفة تتواصل، وها هو العدو يستفيد من كل لحظة يهاجم فيها المقاومة، فيقتل المجاهدين من أبناء شعبنا في الضفة الغربية، ويرسل عملاءه لتنفيذ المجازر الدموية في القطاع، وكل ذلك وسط حالة صمت دولي وعربي مخز، وفي ظل حالة انقسام وفرقة فلسطينية تتجاهل حرج المرحلة ودقتها"، ويضيف البيان: "وفي ظل واقع كهذا؛ يسخر الاحتلال طاقته الإعلامية وصوته الكاذب في حرب الإشاعة التي تستخدم فيها، وللأسف الشديد، أدوات إعلامية فلسطينية نأمل أن تكون انخرطت بذلك من باب الجهل والغباء لا من باب الاستفادة من الانقسام ومحاولة تحقيق إنجاز وسبق إعلامي على حساب المجاهدين وأعراضهم وسمعتهم".



دعوة لفهم العقلية الصهيونية:



وتبقى إشارة أخيرة إلى أنه يجب علينا أن نتعامل مع ما تنشره وسائل الإعلام الصهيونية بحذر شديد، ولا نهرول سريعًا لنؤمن ونسلم بكل ما يأتي به، وذلك من خلال إدراك ووعي بأن وسائل الإعلام الصهيونية إنما هي ترس في منظومة صهيونية متكاملة تعتمد على التكامل فيما بينها، لتخدم في النهاية الأهداف والأغراض الصهيونية، وهو ما يجب أن نتداركه ونحاول الكشف عنه حتى لا تمتد نار الفتنة إلينا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق