الأحد، 4 يوليو 2010

محاولة لتفسير كراهية حماس لمحمد دحلان




 
لم تكن له سوى فترة وجيزة في العمل الوطني حتى أدرك الفتى حقيقة أولئك القوم الذين امتطوا صهوة الدين في مخيمات الفقراء في قطاع غزة، وبغطاءه مارسوا كل الموبقات السياسية والاجتماعية والأخلاقية بجق الفقراء في غزة، وبحق الوطن والقضية.



لقد صعدوا على المنابر في بيوت الله وتحدثوا عن محبي فلسطين من أبناء الحركة الوطنية، حتى الأسير والشهيد منهم، ووصفوا عملهم بالبوار ومآل أمرهم سيكون إلى النار.


وما زال الفتى يتذكر ما تشدقوا به بحق شهيدة فلسطين وأحد من نفذوا عملية الساحل البطولية/ دلال المغربي. هؤلاء القوم حاولوا مسخ البطولة التي ضربت شهيدتنا دلال بها مثالا استثنائيا، ليحيلوا الأمر في وعي الشعب الفلسطيني لمجرد قضية أنثى خرجت قي معية مجموعة من الرجال في قارب في عرض البحر!!!. نعم، بهذا المستوى من الإنجطاط الفكري والوجداذني تناول هؤلاء أمر شهيدة فلسطين/ دلال المغربي.


وأدرك الفتى أي مرتع وخيم وصل هؤلاء المتدثرون بدثار الدين ليغظوا سوأة فكرهم المنحط، ووجدانهم المنحرف. ولا يزال يذكر يوم أن كانوا يجادلون في بلادنا فلسطين أن أمر فلسطين مؤجل، وأمر الجهاد في أفغانستان معجل بمنطق أقرب ما يكون من العمل الكاريكاتوري. لقد أدرك الفتى طبيعة إلتزامات هؤلاء والأجندات التي يعملون من أجل تحقيقها. أدرك أن هؤلاء لا يجدون في فلسطين سوى مكانا ينشطون فيه للعمل من أجل أهداف جماعتهم الأم، الإخوان المسلمين. وأدرك أيضا أن هذه الجماعة الأم لا تحمل تجاه فلسطين أي التزام. بالعكس هم يجدون في فلسطين مجالا لاستغلال عواطف العرب والمسلمين تجاهها، وفيها يمكنهم تجنيد طاقات الشباب في مشاريعهم المشبوهة، وارتباطاتهم المعادية للأمة العربية والمتحالفة مع القوى المعادية لها.


وأدرك الفتى أن هؤلاء القوم وجدوا في الحرب على الجركة الوطنية الفلسطينية في لبنان ضوءا أخضرا ليباشروا عملية استهداف هذه الحركة في مؤسساتها وشخوصها وتاريخها في الوطن المحتل. فهاهم يهاجمون ويحرقون مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة ويدمروا مكتبته، وزعموا أن الهلال الأحمر ومكتبته إنما يقومون بنشر العقائد الشيوعية في أوساط الشباب في قطاع غزة. واعتدوا بالضرب الشديد على شخصيات ورموز العمل الوطني في قطاع غزة، من الشهيد أسعد الصفطاوي، ورباح مهنا، ومحمود أبو مذكور، ولم ينسوا الفتى من بعض اعتدائاتهم، وغيرهم وغيرهم.


لقد عاش الفتى تجربة مع هؤلاء المنحرفين وطنيا، ومازالت بعض من آثارها ماثلة على جلده، تجعل من محمد دحلان واحدا من أبرز من يعرفون الحقيقة، حقيقة هؤلاء الذين سطوا على القضية الوطنية بإسم الدين المالي، دين الإخوان المسلمين. ألا يشكل إدراك الفتى محمد دحلان لطبيعة هؤلاء القوم ومراميهم مدعاة لمعاداته في شخصه، بل واستهدافه. فهو عدوهم الذي يعرفهم جيدا، وخاصة أنهم بجذورهم الإخوانية لا يتورعوا يوما عن النيل من خصومهم ولو كان واحدا من أمرائهم، وليست قضية اغتيال إمامهم، الإمام حسن البنا، ببعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق